كانت مساهمة المرأة متواضعة في المقاومة المسلحة في الخمسينات وكذلك قبل ذلك إذا استثنينا اسمين أو ثلاثة شأن
مباركة بنت عمر بن عبد الملك وحليمة بنت عمر بن عبودة زوجة عبد الله الغول
وقد شاركتا في إحدى معارك انتفاضة المرازيق (1943-1944). إذ في أعمال "الإرهاب الوطني" في المدن (اغتيالات المتعاونين، حرق أو تفجير رموز التواجد الاستعماري، قتل عناصر استعمارية...) أو في غيرها، لم نسجّل مثلا تورّط أي امرأة في عمليات مثل هذه طيلة الخمسينات ولا يعني ذلك أنه لم توجد بعض النساء اللواتي حملن أسلحة أو خبّأن متفجّرات في منازلهنّ . كذلك الأمر في حركة المقاومة المعروفة بحركة "الفلاّقة"، إن كانت في فصلها الأول (جانفي 1952- ديسمبر 1954) أو في فصلها الثاني (ديسمبر 1955- جويلية 1956)، والتي انخرط فيها بين 1952 و1954 حوالي 3000 مقاوم. وفي فصلها الثاني ما بين 600 و700 مقاوم لم تسجّل أسماء مقاومات صعدن للجبل إلا لثلاث نعود لهنّ لاحقا. منهنّ اثنتان تحصّلتا على "بطاقة أمان" (يسميها المقاومون "بطاقة دولاتور" نسبة إلى المقيم العام الجنرال بواييي دولاتور (Boyer de Latour) وهما
حسينيّة رمضان عميّد من مجموعة الأزهر الشرايطي
وكذلك رفيقتها الجزائرية موساوي مسعودة والمعروفة بمحجوبة منصور تحت نفس القيادة والتي استشهدت حاملة السلاح في الثورة الجزائرية بالأوراس دون الثلاث هؤلاء، لا تذكر المصادر المتاحة حاليا ولا كذلك كل الذين درسوا المقاومة المسلّحة في تونس في الخمسينات أسماء نسوة أخريات. هل يعني ذلك أن المرأة لم تشارك في هذه المقاومة؟ طبعا لا. لقد شاركت النسوة خاصة اللواتي كنّ في علاقة قرابة مع المقاومين كزوجات أو أخوات أو بنات في دعم المقاومة اللوجستي، بتحويل الأسلحة وخاصة توفير المؤونة واللباس ونقل المعلومات أو الاستخبار، ولنا في الأمثلة التالية نموذجا من مساهمة المرأة التونسية في حركة المقاومة المسلحة:-
خضراء الزيدية
صعدت إلى الجبل مع زوجها .-
مبروكة بنت محمد
زوجة المقاوم حسن الغيلوفي: استقبال المقاومين وإيوائهم وحفظ أسرارهم وتعرّضها للتهديد من القوات الاستعمارية .-
حسينيّة رمضان عميّد:
حملت السلاح مع الأزهر الشرايطي، فجّرت جسرا على وادي المالح بين قفصة وزانوش، تحصلت على "بطاقة دولاتور".-
محجوبة الموساوي:
مقاومة وصحافية في مجموعة الشرايطي، تجمع المعلومات.-
ريم المسّية:
من المكناسي زوجة مناضل، مموّلة للمقاومة وتخيط زي المقاومين.-
ممحبوبة حرم عبد الحفيظ الحاجّي:
أبنها المقاوم حسين الحاجّي، من أولاد الحاج سيدي عيش، مموّلة للمقاومة.-
دُولة بنت محمد الصالح عميّد:
مخبرة تنقل الأخبار تحت غطاء تاجرة متجوّلة.-
تونس حرم العربي الرّاهم السلاّمي:
من أولاد سلاّم، مموّلة "للثورة" مع زوجها، من كاف دربي (معتمدية قفصة الشمالية).-
محبوبة الحاج شكري:
زوجة عبد الحفيظ الحاجي من سيدي عيش، مموّلة.-
عسريّة حرم أحمد اليحياوي:
من سقي المظيلة، مموّلة وتأوي وتداوي المقاومين.-ا
الحاجة زهرة نصيب دُولة:
من قصر قفصة، امرأة ثرية تموّل بالمال "الثورة".-ا
الطاوس حرم الأزهر الشرايطي:
تدعم زوجها وجرحت في إحدى المعارك مع زوجها.-
محبوبة الفيلي:
الملقّبة بالزعيمة من القصرين من جبل السلّوم، مموّلة. ويبدو أن هذه القائمة من أسماء المناضلات اللواتي ساهمن في المقاومة المسلحة بالجنوب الغربي تحت قيادة الأزهر الشرايطي، لم تكن الوحيدة، خاصّة وأن مجموعات المقاومين كانت تنشط من الجنوب إلى الشمال وخاصة في الجزء الغربي من البلاد وهي كثيرة ويتوجّب استكمال البحث فيها والكشف عن الفاعلين من النساء ضمنها والّلواتي أهملهنّ التاريخ ·