أسماء بنت أسد بن الفرات:
هي أسماء بنت أسد بن الفرات القيروانية، ابنة عالم إفريقية وقاضيها المشهور، وصاحب الإمامين أبي يوسف يعقوب، ومالك بن أنس. نشأت أسماء بين يدي أبيها وحيدة، فلم يكن له سواها، فأحسن تهذيبها وتأديبها، فكان يعلمها القرآن والحديث والفقه، فكانت بذلك من النساء الرائدات في زمانها في الفقه والحديث والحكمة.
كانت السيدة أسماء تحضر باستمرار في مجالس والدها العلمية في داره وتشارك في السؤال والمناظرة، حتى اشتهرت بالفضيلة ورواية الحديث والفقه.
ولما تقلّد والدها أسد إمارة الجيش المعدّ لفتح جزيرة صقلية على عهد زيادة الله الأول، وهرع الناس لتشييعه، وقد نُشرت البنود والألوية وضربت الطبول والأبواق، خرجت أسماء لوداع أبيها وأوصلته إلى سوسة، حتى ركب الجنود الأساطيل العربية، وبقيت معه إلى أن غادرت السفن المرسى باتجاه الجزيرة الإيبرية. توفيت سنة 250 هـ.
خديجة بنت الإمام سحنون:
خديجة بنت الإمام سحنون، واسمه: عبد السلام بن سعيد بن حبيب التنوخي الفقيه، وقاضي قضاة القيروان صاحب (المُدَوَّنة) في الفقه المالكي، المرجع الأساس للمذهب المالكي في ديار الإسلام. ولدت خديجة العالمة الجليلة في مدينة القيروان سنة 160 هـ. والتي قال عنها الإمام القاضي عياض في كتابه "ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك": "كانت خديجة عاقلة عالمة ذات صيانة ودين، وكان نساء زمانها يستفتينها في مسائل الدين ويقتدين بها في معضلات الأمور". وقد ذكر ابن حزم في كتابه الشهير المترجم إلى معظم لغات العالم "طوق الحمامة في الألفة والإيلاف"، أن النساء في الأندلس كن يعملن في مهن متعددة، منها الطب والدلالة والتعليم والصنائع كالغزل والنسيج، وقد ذكر فيه أنه تعلم عليهن في صغره.
كانت خديجة من العلماء الكبار والعالمات القيروانيات، ممن أخذوا عن سحنون وساروا على دربه ومنهجه. وقد كان نساء زمانها يستفتينها في مسائل الدين، ويقتدين بها في معضلات الأمور لما منحها الخالق جل ثناؤه من كمال العقل والمدارك العالية.
ماتت وهي بِكر في حدود سنة 270هـ، ودُفنت حذو أبيها بمقبرتهم المشهورة بهم قرب مقام الصحابي أبي زمعة البلوي.
يقول حسن حسني عبد الوهاب في كتابه (شهيرات التونسيات): "كان أبوها يحبّها حبّا شديدا ويستشيرها في مهمات أموره حتى أنه لما عُرض عليه القضاء لم يقبله إلا بعد أخذ رأيها، وكذا كان يفعل أخوها محمد بعد وفاة أبيهما".
فاطمة الحاضنة:
إسمها فاطمة المشهورة بالحاضنة أصلها من بلاد النصارى سيقت إلى المهدية ثم إلى القيروان في عهد المنصور الصنهاجي وقد اختصّها هذا الأخير لحضانة ابنه باديس، توفيت سنة 420 هـ. اشتهرت بالفضيلة والورع، بعد إسلامها وترسيخ عقيدتها، والبرّ حتى باهت بأعمالها الخيرية كبار رجال ونساء عصرها. كان لها وقفها على جامع عقبة بالقيروان الكتب النفيسة والمؤلفات النادرة.
زليخاء
شهرت أم يوسف، وهي زوجة المعز ابن باديس. كانت من شهيرات نساء عصرها حسنا وجمالا وأوفرهن عقلا وكمالا. كانت كثيرة التصدق على الفقراء خاصة إثر وباء 425 هـ.
أم ملال:
الأميرة أم ملال، اسمها السّيدة بنت المنصور بن يوسف الصنهاجي ولدت بقصر المنصورية، الذي إبتناه أبوها بصبرة على ميل من القيروان. كانت ذات تربية عالية وأدب وعلم، وقد نالت مكانة هامة خاصة في عهد حكم أخيها باديس، إذ كانت تشاركه في الأعمال، وتقاسمه معالجة سياسة الملك، وقد ربت ابنه المعزّ، وساعدته على الحكم صغيرا بعد والده باديس.